[center]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
"أنا إيه اللي خلاني اتجوزت؟"
قالها صديقي في أسى.. على الرغم من أن زوجته -على عكس الشائع في الكون- هي حبه الأول.. لم تحدث له صدمة الحب الأول التي حدثت لنا جميعاً.. لم تتركه بنت الجيران؛ لأنه ما زال في ابتدائي, ولم تتركه زميلته في الكلية؛ لأن المعيد تقدّم لها، ولم تتركه بنت خالته؛ لأنه لا يعمل في الخارج مثل ابن عمه!.. كان من الحالات النادرة التي أحبّ فيها الشاب فتاة بصدق, وظل يحبها سنوات طويلة حتى تخرج وتقدم لها فقبلت.
توقّع الجميع أن تكون علاقة مثالية.. تخيلي الحياة -عزيزتي القارئة- وزوجك يحبك منذ أن كان طالباً في المدرسة.. وتخيّل -عزيزي القارئ- أن تتزوج الفتاة التي تمنّيتها منذ أن عرفت معنى الحب.. هل هناك أروع من هذا؟
بعد مرور السنوات, بدأت المشاكل في الظهور.. حاولا تجاهلها؛ إلا أنها كانت مشاكل واضحة.. إنها خلافات أيها السادة ولا داعي للتظاهر بالعكس.
ما الذي يحدث؟
هل هذا طبيعي؟
لو كنت متزوجاً وكانت المشاكل والصدامات تحدث في العلاقة من وقت لآخر.. فلا بد أنك قد سألت نفسك:
- هل تسرّعت؟
العلاقات الزوجية من أعقد العلاقات الإنسانية.. أصعب من علاقتك بمديرك أو علاقتك بالشرطي في القسم أو حتى باللص الذي يرفع لك المدية في زقاق مظلم.. فكلها علاقات وقتية تنتهي بانتهاء فترة أو دور معين في الحياة.. على عكس العلاقات الزوجية؛ فهي مستمرة وكما يقول التعبير العامي "واكلين شاربين نايمين قايمين مع بعض".
في هذه الحلقة سأكلّمكم عن طريقة طريفة يمكن من خلالها أن نتحكم في علاقاتنا ونصل بها إلى مرحلة جيّدة من الفعالية.
التقنية التي سأذكرها لكم اليوم يطبّقها علماء الإدارة على فرق العمل في المؤسسات.
دائماً ما يقول الناس: إن الزواج مؤسسة أو شراكة بين الزوجين.. وهو قول لا يخلو من منطق فعلاً.
فالزوج والزوجة يمكن أن نعتبرهما (فريق عمل) واحد يعمل من أجل تحقيق هدف مؤسسة الزواج, الذي يحددانه معاً (كتربية الأبناء جيداً - السعادة - التماسك في مواجهة الشدائد.. إلخ) كل زوجين طبقاً لقيمهما وأفكارهما واعتقاداتهما.. لذلك أحب دوماً تطبيق تقنيات الإدارة التي تتكلم عن فريق العمل وتحقيق أهداف المؤسسة أثناء حديثي عن العلاقات؛ لأنها أثبتت نجاحاً حقيقياً بشكل علمي.
حسناً.. لو اعتبرنا أن الزوجين (فريق واحد).. فيجب أن يخضعا معاً لمراحل تطور فريق العمل.
مراحل تطور العلاقة:
التشكيل FORMING
إنها مرحلة إذابة الجليد.. يجب أن نعرف بعضنا البعض جيداً كي نكسر الحاجز النفسي بيننا.. لا يوجد اثنان من الممكن أن يتعاونا جيداً, دون أن يعرف كل منهما الآخر بشكل جيّد.
لذلك تمّ تصميم فترة الخطوبة؛ كي يعرف كل من الطرفين الآخر جيداً لمعرفة أوجه اختلاف الشخص الآخر عنه.
ويقول المثل الشهير: "اللي يتكسف من بنت عمه ما يجيبش منها عيال!"..
العواصف STORMING
إذا أردت أن ترى موقفاً مضحكاً أحضر اثنين من ثقافتين مختلفتين, واتركهما معاً!
في الزواج يلتقي اثنان من ثقافتين مختلفتين تماماً.. كل منهما له طريقة تفكير مستقلة ورأي مختلف ودرَس ومرَّ بتجارب وعرف أناساً مختلفين.. كل منا حالة فريدة من نوعها ولا يوجد اثنان متفقين في كل شيء في الحياة.
حين تنكشف هذه الحقيقة يجب أن يحدث صدام.. هذا طبيعي.
هل تريدين النوم والنور مفتوح؟ هل لا بد أن أشاهد المسلسل؟ لا أحب الدجاج على الغداء.. إلخ.
الاختلاف طبيعي.. لكن من أهم أسباب الخلافات هو أن كل طرف يعتقد أن الطرف الآخر يجب أن يفكر مثله.. وهذا خطأ شنيع؛ لأن الرجل والمرأة -أساساً- يفكر كل منهما بشكل مختلف.
هذه هي المرحلة الحتمية.. لا بد من حدوث خلاف في الفريق.. نظراً لاختلافنا الطبيعي عن بعضنا البعض.. وهذا طبيعي وصحّي لو كان بحدود متفق عليها.
المبادئ NORMING
نكتشف أن بيننا مناطق مشتركة كثيرة.. على الرغم من وجود نقاط للخلاف.
في هذه المرحلة نركّز على نقاط الاتفاق.. كلانا يحب الأولاد؟ حسناً.. ليكن هذا هدفاً مشتركاً بيننا!
هنا نضع المبادئ المشتركة التي تجمّعنا معاً.. التي عندها ننسى خلافاتنا؛ لأن لنا هدفاً واحداً نسعى من أجله كزوجين.
الوصول إلى هذه المرحلة مهم؛ لأنه يحدد المساحة المشتركة التي سنتمسك بها كلما ظهرت مشكلة أو واجهَنا خلاف.
ما هي المبادئ المتفق عليها في العلاقة؟
ما حدش يعلِّي صوته؟ بلاش خناق قدّام العيال؟ مشاكلنا ما تطلعش لحد؟
مبادئ يجب تحديدها كي تحكم جوانب العلاقة والتي يتفق عليها كل أفراد الفريق, إلى جانب الأهداف المشتركة لنا معاً.. ما هي؟
الأداء PERFORMING
حين نصل إلى هذه المرحلة سيكون الأداء أفضل.. سنستطيع أن نعمل معاً كفريق متماسك لا تهزه أصغر المشاكل كما يحدث مع البعض.
الأداء الأفضل هو الذي يكون فيه الأداء متجانساً بين أفراد الفريق.. كل منهم يعرف دوره ويعمل كي يصل هو ومن معه إلى الأهداف المرجوّة.
تخيّل معي فريقاً لكرة القدم لا يريد أي لاعب أن يمرِّر الكرة لزميله ويريد أن يحرز هو الهدف!
روح الفريق تجعلنا واحداً.. المهم أن نعمل معاً وأن ننجز معاً وأن ننجح معاً.. لو وصلنا إلى هذه المرحلة سيكون الأداء في أروع صُوَرِهِ.
الإنجاز ACHIEVING
هذه المرحلة في الإدارة تسمى ADJOURNING.. يعني بعد تحقيق الهدف ينفضّ الفريق، وكل واحد يروح لحاله!
لكن في العلاقة الزوجية الأمر يختلف.. فالعلاقة أقوى من علاقة زمالة العمل.. هي علاقة مع شخص اختار أن يعيش معك -دوناً عن كل البشر- ما بقي له من عمر.. أليس ذلك سبباً وجيهاً كي تُسعِد هذا الشخص؟
في هذه المرحة تم إنجاز المهمة التي اتفقنا أن نحققها معاً.. أصبحنا أكثر سعادة -أصبجنا أكثر تماسكاً في مواجهة الصعاب- أصبحنا نعمل معاً كفريق.
لماذا لا نحتفل كلما أنجزنا هدفاً حققناه معاً؟
في حالة صاحبنا الذي ذكرته في أول الموضوع، كانت المشكلة هي أنه توقّف عند مرحلة العواطف.. لم يعرف أنها مرحلة طبيعية في الزواج، وأن عليهما هنا أن ينتقلا إلى المرحلة التالية؛ كي يصلا إلى التطوّر الذي يريدانه.
هذه الدورة تستمر طوال الحياة ولا تتوقف.. يحكمها رغبتنا في أن تكون حياتنا أفضل مع شريك الحياة.
منقول
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
"أنا إيه اللي خلاني اتجوزت؟"
قالها صديقي في أسى.. على الرغم من أن زوجته -على عكس الشائع في الكون- هي حبه الأول.. لم تحدث له صدمة الحب الأول التي حدثت لنا جميعاً.. لم تتركه بنت الجيران؛ لأنه ما زال في ابتدائي, ولم تتركه زميلته في الكلية؛ لأن المعيد تقدّم لها، ولم تتركه بنت خالته؛ لأنه لا يعمل في الخارج مثل ابن عمه!.. كان من الحالات النادرة التي أحبّ فيها الشاب فتاة بصدق, وظل يحبها سنوات طويلة حتى تخرج وتقدم لها فقبلت.
توقّع الجميع أن تكون علاقة مثالية.. تخيلي الحياة -عزيزتي القارئة- وزوجك يحبك منذ أن كان طالباً في المدرسة.. وتخيّل -عزيزي القارئ- أن تتزوج الفتاة التي تمنّيتها منذ أن عرفت معنى الحب.. هل هناك أروع من هذا؟
بعد مرور السنوات, بدأت المشاكل في الظهور.. حاولا تجاهلها؛ إلا أنها كانت مشاكل واضحة.. إنها خلافات أيها السادة ولا داعي للتظاهر بالعكس.
ما الذي يحدث؟
هل هذا طبيعي؟
لو كنت متزوجاً وكانت المشاكل والصدامات تحدث في العلاقة من وقت لآخر.. فلا بد أنك قد سألت نفسك:
- هل تسرّعت؟
العلاقات الزوجية من أعقد العلاقات الإنسانية.. أصعب من علاقتك بمديرك أو علاقتك بالشرطي في القسم أو حتى باللص الذي يرفع لك المدية في زقاق مظلم.. فكلها علاقات وقتية تنتهي بانتهاء فترة أو دور معين في الحياة.. على عكس العلاقات الزوجية؛ فهي مستمرة وكما يقول التعبير العامي "واكلين شاربين نايمين قايمين مع بعض".
في هذه الحلقة سأكلّمكم عن طريقة طريفة يمكن من خلالها أن نتحكم في علاقاتنا ونصل بها إلى مرحلة جيّدة من الفعالية.
التقنية التي سأذكرها لكم اليوم يطبّقها علماء الإدارة على فرق العمل في المؤسسات.
دائماً ما يقول الناس: إن الزواج مؤسسة أو شراكة بين الزوجين.. وهو قول لا يخلو من منطق فعلاً.
فالزوج والزوجة يمكن أن نعتبرهما (فريق عمل) واحد يعمل من أجل تحقيق هدف مؤسسة الزواج, الذي يحددانه معاً (كتربية الأبناء جيداً - السعادة - التماسك في مواجهة الشدائد.. إلخ) كل زوجين طبقاً لقيمهما وأفكارهما واعتقاداتهما.. لذلك أحب دوماً تطبيق تقنيات الإدارة التي تتكلم عن فريق العمل وتحقيق أهداف المؤسسة أثناء حديثي عن العلاقات؛ لأنها أثبتت نجاحاً حقيقياً بشكل علمي.
حسناً.. لو اعتبرنا أن الزوجين (فريق واحد).. فيجب أن يخضعا معاً لمراحل تطور فريق العمل.
مراحل تطور العلاقة:
التشكيل FORMING
إنها مرحلة إذابة الجليد.. يجب أن نعرف بعضنا البعض جيداً كي نكسر الحاجز النفسي بيننا.. لا يوجد اثنان من الممكن أن يتعاونا جيداً, دون أن يعرف كل منهما الآخر بشكل جيّد.
لذلك تمّ تصميم فترة الخطوبة؛ كي يعرف كل من الطرفين الآخر جيداً لمعرفة أوجه اختلاف الشخص الآخر عنه.
ويقول المثل الشهير: "اللي يتكسف من بنت عمه ما يجيبش منها عيال!"..
العواصف STORMING
إذا أردت أن ترى موقفاً مضحكاً أحضر اثنين من ثقافتين مختلفتين, واتركهما معاً!
في الزواج يلتقي اثنان من ثقافتين مختلفتين تماماً.. كل منهما له طريقة تفكير مستقلة ورأي مختلف ودرَس ومرَّ بتجارب وعرف أناساً مختلفين.. كل منا حالة فريدة من نوعها ولا يوجد اثنان متفقين في كل شيء في الحياة.
حين تنكشف هذه الحقيقة يجب أن يحدث صدام.. هذا طبيعي.
هل تريدين النوم والنور مفتوح؟ هل لا بد أن أشاهد المسلسل؟ لا أحب الدجاج على الغداء.. إلخ.
الاختلاف طبيعي.. لكن من أهم أسباب الخلافات هو أن كل طرف يعتقد أن الطرف الآخر يجب أن يفكر مثله.. وهذا خطأ شنيع؛ لأن الرجل والمرأة -أساساً- يفكر كل منهما بشكل مختلف.
هذه هي المرحلة الحتمية.. لا بد من حدوث خلاف في الفريق.. نظراً لاختلافنا الطبيعي عن بعضنا البعض.. وهذا طبيعي وصحّي لو كان بحدود متفق عليها.
المبادئ NORMING
نكتشف أن بيننا مناطق مشتركة كثيرة.. على الرغم من وجود نقاط للخلاف.
في هذه المرحلة نركّز على نقاط الاتفاق.. كلانا يحب الأولاد؟ حسناً.. ليكن هذا هدفاً مشتركاً بيننا!
هنا نضع المبادئ المشتركة التي تجمّعنا معاً.. التي عندها ننسى خلافاتنا؛ لأن لنا هدفاً واحداً نسعى من أجله كزوجين.
الوصول إلى هذه المرحلة مهم؛ لأنه يحدد المساحة المشتركة التي سنتمسك بها كلما ظهرت مشكلة أو واجهَنا خلاف.
ما هي المبادئ المتفق عليها في العلاقة؟
ما حدش يعلِّي صوته؟ بلاش خناق قدّام العيال؟ مشاكلنا ما تطلعش لحد؟
مبادئ يجب تحديدها كي تحكم جوانب العلاقة والتي يتفق عليها كل أفراد الفريق, إلى جانب الأهداف المشتركة لنا معاً.. ما هي؟
الأداء PERFORMING
حين نصل إلى هذه المرحلة سيكون الأداء أفضل.. سنستطيع أن نعمل معاً كفريق متماسك لا تهزه أصغر المشاكل كما يحدث مع البعض.
الأداء الأفضل هو الذي يكون فيه الأداء متجانساً بين أفراد الفريق.. كل منهم يعرف دوره ويعمل كي يصل هو ومن معه إلى الأهداف المرجوّة.
تخيّل معي فريقاً لكرة القدم لا يريد أي لاعب أن يمرِّر الكرة لزميله ويريد أن يحرز هو الهدف!
روح الفريق تجعلنا واحداً.. المهم أن نعمل معاً وأن ننجز معاً وأن ننجح معاً.. لو وصلنا إلى هذه المرحلة سيكون الأداء في أروع صُوَرِهِ.
الإنجاز ACHIEVING
هذه المرحلة في الإدارة تسمى ADJOURNING.. يعني بعد تحقيق الهدف ينفضّ الفريق، وكل واحد يروح لحاله!
لكن في العلاقة الزوجية الأمر يختلف.. فالعلاقة أقوى من علاقة زمالة العمل.. هي علاقة مع شخص اختار أن يعيش معك -دوناً عن كل البشر- ما بقي له من عمر.. أليس ذلك سبباً وجيهاً كي تُسعِد هذا الشخص؟
في هذه المرحة تم إنجاز المهمة التي اتفقنا أن نحققها معاً.. أصبحنا أكثر سعادة -أصبجنا أكثر تماسكاً في مواجهة الصعاب- أصبحنا نعمل معاً كفريق.
لماذا لا نحتفل كلما أنجزنا هدفاً حققناه معاً؟
في حالة صاحبنا الذي ذكرته في أول الموضوع، كانت المشكلة هي أنه توقّف عند مرحلة العواطف.. لم يعرف أنها مرحلة طبيعية في الزواج، وأن عليهما هنا أن ينتقلا إلى المرحلة التالية؛ كي يصلا إلى التطوّر الذي يريدانه.
هذه الدورة تستمر طوال الحياة ولا تتوقف.. يحكمها رغبتنا في أن تكون حياتنا أفضل مع شريك الحياة.
منقول